للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسامى، كل أمير منهم بنصف عدته، ورسم أن يكون سفرهم فى العشرة الآخرة من شعبان، فبرزوا من القاهرة مطلبين فى يوم الإثنين الثالث والعشرين من شعبان من السنة، وصحبتهم سيف الدين عبد الله برشنبوا النوبى، وهو ابن أخت داود ملك النوبة، وكان قد ربّى فى البيت السلطانى من جملة المماليك السلطانية، فرأى السلطان أن يقدمه فى ذلك الوقت على أهل بلاده ويملكه عليهم، واتصل خبر هذه الحادثة بالملك كرنبس [١] متملك النوبة، فأرسل ابن أخته [٢] كنز الدولة ابن شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك بن الكنز إلى الأبواب السلطانية، وسأل شموله بالإنعام السلطانى فى توليته الملك، وقال:

إذا كان يقصد مولانا السلطان بأن يولى البلاد لمسلم، فهذا مسلم وهو ابن أختى والملك ينتقل إليه بعدى، فوصل كنز الدولة إلى الأبواب السلطانية فلم يجب إلى ما طلب، ورسم السلطان بمنعه من العود إلى بلاده، فأقام بالأبواب السلطانية، [٩٦] وتوجه العسكر وصحبته عبد الله برشنبوا، فلما وصلوا إلى دنقلة فارقها متملكها كرنبس [٣] وأخوه إبرام، وتوجها إلى جهة الأبواب، واستجار كرنبس [٣] متملكها فقبض عليه، وتركه فى جزيرة، وكتب إلى مقدم العسكر فخبره أنه قبض عليه وعلى أخيه واحترز عليها، وسأل أن يسير إليه من يتسلمهما فسير إليه جماعة من رجال الحلقة، فتسلموهما وأحضروا إلى الأبواب السلطانية تحت الاحتياط، واعتقلا، وملك عبد الله برشنبوا دنقلة، واستقر ملكه، وعاد العسكر إلى القاهرة. فكان وصوله فى جمادى الأولى سنة سبع عشرة وسبعمائة، ولما وصل متملك النوبة وأخوه إلى الأبواب السلطانية سأل كنز الدولة الإذن له فى العود إلى ثغر أسوان، وأنهى أن له بالثغر سواقى وعليه خراجا للديوان السلطانى، فرسم بعوده إلى بلده، فتوجه إلى الثغر ثم توجه منه إلى جهة دنقلة، وكان عبد الله برشنبوا لما ملك غيّر قواعد البلاد، وتعاطى نوعا من الكبر لم تجر عادة ملك النوبة بمثله، وعامل أهل البلاد بغلظة وشدة، فكرهوا ولايته. فلما قصدهم كنز الدولة ووصل إلى بلد الدو-


[١] فى ص بدون نقط. وفى ك «كربيس» والمثبت من السلوك.
[٢] فى ك «ابن أخيه» والمثبت من ص، وف.
[٣] فى ك «كربيس» وفى ص «كرنيس» والمثبت من السلوك ٢/١: ١٦٢.