للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى هذه السنة فى مستهل شهر رجب توفّى القاضى عز الدين أحمد بن جمال الدين محمد بن أحمد بن ميسّر المصرى [١] بدمشق، ودفن بقاسيون، ومولده بمصر فى ليلة يسفر صباحها عن الحادى والعشرين من شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وستمائة، وكان رجلا ساكنا، ولى المناصب الجليلة: نظر الدواوين بالشام، ونظر المملكة الطرابلسية، ونظر النّظّار بالديار المصرية، وغير ذلك، وكان سيّئ التدبير ردئ التصرف فى حق نفسه، لا يزال يزرع الأقصاب لنفسه بالديار المصرية، ويدولب المعاصر وهو يغرم ولا يستفيد، ويقترض الأموال ويعيد الدّولبة ويغرم، ولم يزل على ذلك إلى أن مات وعليه جملة كثيرة من الديون الشرعية أصلها من المتاجر والدّواليب، ولو اقتصر على معلوم مباشراته كان يزيد على كفايته- رحمه الله تعالى.

وفيها فى ليلة الخميس عاشر شعبان توفى الطواشى الأمير ظهير الدين مختار المنصورى المعروف بالبلبيسى [٢] أحد الأمراء والخزندار بدمشق، وكان شهما شجاعا زكيا ديّنا خبيرا [٣] رماحا كريما، حسن الشكل واللباس، يتلو القرآن بصوت حسن، وفرق أمواله وجواريه وخيوله وعدده على عتقائه قبل وفاته، ووقف أملاكه على تربته وعتقائه، وقد رافقته بدمشق فى ديوانه الخاص، فكان حسن الرّفقة- رحمه الله تعالى.

وتوفى الأمير بدر الدين محمد بن الوزيرى [٤] أحد الأمراء المقدمين بدمشق فى يوم الأربعاء سادس عشر شعبان، [١٠٠] ودفن برأس ميدان الحصى- رحمه الله تعالى-.


[١] وانظر البداية والنهاية ١٤: ٧٧، وفيه «ابن مبشر- بدلا بن ميسر» .
[٢] انظر ترجمته فى البداية والنهاية ١٤: ٧٨، والدرر الكامنة ٤: ٣٤٤، والنجوم الزاهرة ٩: ٢٣٧، والدليل الشافى ٢: ٧٣٠.
[٣] فى الأصول كلمات لا معنى لها. والمثبت من البداية والنهاية ١٤: ٧٩، والنجوم الزاهرة ٩: ٢٣٧.
[٤] له ترجمة فى البداية والنهاية ١٤: ٧٩.