للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحميضة هو القبض عليه ولكنه ركب إليه وتقاربا من بعضهما بعضا، وباتا على ذلك ولم يقدم الإبراهيمى على مهاجمته والقبض عليه فاقتضى ذلك سجنه، واتصل بالسلطان أيضا أن الإبراهيمى ارتكب فواحش عظيمة بمكة شرفها الله تعالى، فرسم بالقبض عليهما ووصل الأمير أسد الدين رميثة ورسم عليه بالأبواب السلطانية أياما، ثم حصلت الشفاعة فيه فرفع عنه الترسيم وأقام يتردد إلى الخدمة السلطانية مع الأمراء إلى أثناء شهر ربيع الآخر من السنة فحضر إلى الخدمة فى يوم الإثنين رابع عشر ثم ركب فى عشية النهار على هجن أعدت له وهرب نحو الحجاز فعلم السلطان بذلك فى يوم الثلاثاء فجرد خلفه جماعة من الأمراء وهم: الأمير سيف الدين أقبغا آص والأمير سيف الدين قطلوبغا [١] المعزى [١٢٤] والأمير ناصر الدين الجرمكى وجماعة من عربان العايد فتوجهوا خلفه وتقدم الأميران المبدأ بذكرها ومن معهما من العربان فوصلوا إلى منزلة [٢] حقلى وهى بقرب أيلة مما يلى الحجاز فأدركوه بالمنزلة فقبضوا عليه وأعادوه إلى الباب السلطانى، فكان وصوله فى يوم الجمعة الخامس والعشرين من الشهر فرسم السلطان باعتقاله فى الجب فاعتقل واستمر فى الاعتقال إلى يوم الخميس الثامن من صفر سنة عشرين وسبعمائة فرسم بالإفراج عنه وخلع عليه.

وفى العاشر من صفر نودى بدمشق بالصلاة للاستسقاء وقرئ صحيح البخارى بجامع دمشق تحت النسر فى سبعة أيام واستسقى الخطيب على المنبر فى أيام الجمع مرار ثم برز الناس كافة نائب السلطان والقضاة وغيرهم مشاة إلى ظاهر البلد عند مسجد القدم [٣] فى يوم السبت نصف صفر وهو سابع نيسان، وصلى بهم الخطيب صدر الدين سليمان الجعبرى، وخطب واستسقى وعاد الناس، وأمطروا بفضل الله تعالى ورحمته فى بكرة يوم الأحد ويوم الإثنين حتى خرب المذاريب، ووصلت الأخبار بنزول الغيث على البلاد البرانية، وفى آخر صفر فوضت نيابة السلطنة بحمص للأمير سيف الدين بلبان [٤] البدرى عوضا عن الأمير بدر الدين بكتوت، فتوجه إليها، ووصل القرمانى إلى دمشق فى رابع شهر ربيع الأول، واستقر على عادته فى جملة الأمراء المقدمين.


[١] كذا فى ك وفى ص «المغربى» وفى السلوك ٢/١: ١٩٣، ١٩٤ «أن السلطان بعث فى طلبه الأمير قطلوبك المغربى، والأمير آقبغا آص الجاشنكير» .
[٢] منزلة حقلى. وفى السلوك «حقل» وتقع على مسافة ستة عشر ميلا جنوبى أيلة فى الطريق إلى الحجاز (معجم البلدان ٢: ٢٩٩) .
[٣] مسجد القدم: هو من الآثار التى فى مدينة دمشق وغوطتها، يقال إن هناك قبر موسى بن عمران عليه السلام، وإنه مما يرجى فيه إجابة الدعاء عند القطيعة. وأنظر النجوم الزاهرة ٦: ١٢٦ تعليق ١.
[٤] فى ك «هبان» والمثبت من ص، وف.