للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحمق شحيحا، يستقل لنفسه الكثير، ويستكثر لغيره القليل، وكان كثير التحصيل يبيع ما يهدى إليه من [المآكل] [١] وغيرها، ومع ذلك فلم يوجد له طائل موجود، ولما ولى نظر المدرسة الناصرية حجب كتاب وقفها أن يطّلع عليه أحد من مستحقى الوقف، ولم يسلك فيها شرط واقفها، وصرف للفقهاء والمعيدين [٢] نصف ما شرط لهم فى كتاب الوقف، واقتطع مما صرفه أولا فى كل سنة ثلاثة أشهر، فلما مات وفوض السلطان نظر المدرسة لنائبه الأمير سيف الدين أرغن الناصرى [٣] أظهر كتاب الوقف، وتتبع ما شرطه السلطان الواقف فيه، وصرف بمقتضاه، وزاد عدة الفقهاء، وضاعف معلومهم، أثابه الله تعالى.

وفيها توفى القاضى بهاء الدين أبو المنصور محمد بن أحمد [بن أحمد] [٤] بن الشيخ صفى الدين الحسين بن على بن ظافر بن حسين الأنصارى الخزرجى المعروف بابن أبى المنصور المصرى المالكى،/ (٧٣) وكانت وفاته بمصر فى العشر الأخر من جمادى الآخرة، ودفن بالقرافة رحمه الله تعالى.

وتوفى الأمير نصر [٥] الدين محمد بن الأمير بدر الدين بكتاش الفخرى أمير سلاح، أحد أمراء الطبلخانات، وكانت وفاته بداره بالقاهرة فى يوم الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخرة، ودفن بتربة حميه الأمير شمس الدين قشتمر العجمى خارج باب النصر، وكان رحمه الله حسن المعاملة، كثير الصدقة من بقايا الخير.


[١] ما أثبتناه من «أ» ص ٧٢ وفى «ك» (الأكل) .
[٢] المعيد: الذى يتولى تفهيم بعض الطلبة ونفعهم وعمل ما يقتضيه لفظ الإعادة: (معيد النعم ومبيد النقم ١٠٨) .
[٣] جرت نسخة «أ» على رسمه هكذا من غير واو بعد الغين، وكذلك يأتى فى «ك» أحيانا وفى السلوك والنجوم (٩/١٤ و ٢٧ و ٣٨) يرسم بالواو، وهو أرغون بن عبد الله الدوادار الناصرى، وانظر ترجمته فى الدرر.
[٤] ما بين الحاصرتين لم يرد فى سلسلة نسبه كما ذكرها ابن حجر (الدرر ٣/٣١٣) .
[٥] ترجمته فى الدرر (٣/٣٩٥) وفى النجوم (٩/٢٦٢) ناصر الدين، وذكر أنه كان من مقدمى الألوف بالديار المصرية.