للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بإسحاق بن موسى بن عيسى الهاشمى، فقدمها فى ذى القعدة سنة ثمان وتسعين [وماية] ، فأقام بها سنة تسع وتسعين [وماية] ، ثم سار يريد الحجاز، واستخلف ابن عمه القاسم بن إسماعيل وذلك حين بلغه ظهور محمد بن إبراهيم المعروف بابن طباطبا بالكوفة، واستيلائه عليها، وإرساله جماعة من الطالبيّين نحو الحجاز، فاستولوا على المدينة ومكة، فلما انتهى إسحاق إلى ضمر وثب به الأعراب فقاتلوه، فرجع إلى صنعاء، فاتصل به قدوم إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد الطالبى واليا على اليمن بعثه الحسين بن الحسن الطالبى المعروف بالأفطس لما استولى على مكة والموسم، فقدم إبراهيم اليمن فى صفر سنة مائتين، فأسرف فى القتل حتى سمى الجزّار، ولم تزل أموره مستقيمة باليمن حتى ثار محمد بن إبراهيم، وقام بعده محمد بن محمد بن محمد بن زيد بن على، فلما أسر محمد، وقتل أبو السرايا- كما/ (٨٤) قدمناه- انحلت أمور الطالبيّين بالحجاز واليمن، فبعث المأمون محمد بن على بن عيسى بن ماهان [١] ، فكانت بينه وبين إبراهيم وقائع استظهر فيها ابن ماهان على إبراهيم، فأقام إبراهيم يتردّد فى القرى التى حول صنعاء حتى قدم عليه عهد المأمون بولاية اليمن، فأبى ابن ماهان أن يسلمها إليه، فالتقيا عند صنعاء فهزمه ابن ماهان، فعاد إبراهيم، ولم يستقم له أمر بعد ذلك، فقدم عيسى بن يزيد الخلودى [٢] التميمى واليا، فجمع ابن ماهان عشرة آلاف مقاتل وخرج إليه ولده عبد الله من صنعاء، وقد خندق الخلودى على نفسه، فالتقوا فهزمه الخلودى، ودخل صنعاء، واستمرت الهزيمة بعبد الله حتى دخل مكة، واختفى أبوه بصنعاء، فقبض عليه الخلودى وحبسه، وفرّق عماله فى المخاليف، وشخص نحو العراق.


[١] ورد اسمه فى المقتطف ص ٥٣ «حمدويه بن عيسى بن ماهان» وفى الواسعى (تاريخ اليمن ص ١٤٩) ورد اسمه كما ذكره النويرى هنا، ولم يذكره زامباور (معجم الأنساب ص ١٧٦) فيمن ولى اليمن من قبل العباسيين.
[٢] فى «أ» ص ٨٤ الحلودى «بمهملة» والغالب على هذه النسخة عدم الإعجام، وفى «ك» الخلودى (بخاء معجمة) وأورده الجرافى (المقتطف ص ٥٣) عيسى بن يزيد الجلودى بجيم مفتوحة، وذكره الواسعى (تاريخ اليمن: ١٤٩) عيسى بن زيد الجلودى بالجيم أيضا. وانظر معجم البلدان (جلود) .