للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهما، وبنى عليهما جدارا وهما حيان يناشدانه الله حتى ختم عليهما، فكان بموت هذا الصبى انقراض دولة بنى زياد، وكانت مائتى سنة وثلاثا وستين سنة [١] .

وكان بنو زياد قائمين بخدمة خلفاء الدولة العباسية، وتولى صلتهم بالهدايا والأموال، فلما اختلّ أمرهم، وغلب أهل الأطراف على ما بأيديهم، فغلب بنو زياد على ما بأيديهم من أعمال اليمن، وركبوا بالمظلة، وساسوا قلوب الرعية بإبقاء الخطبة العباسية.

قال: «ولما بلغ نجاحا ما فعله نفيس فى مواليه استنفر الناس، وجمع العرب وقصده بزبيد، فجرت بينهما عدة وقائع قتل نفيس فى آخرها على باب زبيد، واستولى نجاح على زبيد فى سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وقال نجاح [لمرجان] [٢] مولاه: ما فعل مواليك وموالينا [٣] ؟ قال: هم فى ذلك الجدار فأخرجهما وصلى عليهما، وجعل مرجان فى موضعهما وبنى عليه حيا، وركب بالمظلة، وضربت السكة باسمه، وكاتب أهل العراق، وبذل لهم الطاعة.

وقد كان حين توفى الحسين بن سلامة، واختلف عبيده، هرب ملوك الجبال من سجنه، ولحقوا ببلادهم، فغلب بنو معن على عدن ولحج وأبين والشحر وحضرموت، وغلب بنو الكرندى [٤]-/ (٨٨) وهم قوم من حمير كانت لهم سلطنة ومكارم ظاهرة ومفاخر- على السوا والسّمدان والدّملوة وحصن صبر وحصن ذخر والتّعكر ومخاليفها، والمعافريّة والجعفرية والجندية، وتغلب على حبّ/ وحصن الشعر رجل يعرف بالحسين بن النّبّعى [٥] ، وبنو عبد الواحد على


[١] فى ابن المجاور (صفة بلاد اليمن ٧١) كانت دولة بنى زياد فى اليمن مائتين وثلاث سنين لأنهم اختطوا مدينة زبيد سنة أربع ومائتين، وزالت عنهم سنة سبع وأربعمائة.
[٢] ما بين الحاصرتين زيادة من «أ» ص ٨٨.
[٣] فى ابن المجاور (صفة بلاد اليمن ٧٢ ما فعل مولاك بموالينا، وفى هامشه «ما فعل بمواليك وموالينا.
[٤] فى «ك» الكربدى ومثله فى بلوغ المرام ص ٢٠، وفى «أ» ص ٨٨ غير منقوط، وفى صفة بلاد اليمن ٧٢ (قوم من حمير يقال لهم بنو الكرندى) «وفى المقتطف ص ٥٥» يعفر بن أحمد الكرندى الحميرى.
[٥] فى «ك» ، وفى «أ» ص ٨٨ غير منقوط، وفى المقتطف ص ٥٥ «أبو عبد الله الحسين التبعى- بالتاء والباء المشددتين/ نسبة إلى تبع. وهو ما رجحناه.