للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما كان فى صفر سنة إحدى وأربعمائة وصل الحسين بن القاسم بن على إلى قاعة [١] وادعى أنه المهدى الذى بشّر به النبى صلى الله عليه وسلم، فأجابه حمير وهمدان وسائر أهل المغارب، وتخلوا عن الزيدى، فوصل إلى صنعاء اليمن، وكانت بينه وبين الزيدى حروب، فقتل الزيدى فى حقل [٢] صنعاء فى سنة ثلاث وأربعمائة، ورجع الإمام الحسين بن القاسم الزيدى إلى ريدة وترك أخاه جعفرا بصنعاء، ثم كانت له حروب مع محمد بن القاسم الزيدى، وكان ابن الزيدى قد جمع جموعا كثيرة، فانهزم ابن الزيدى، واستولى الحسين على صعدة وغيرها، ثم خالفه المنصور بن أبى الفتوح بصنعاء وبنو شهاب وبنو حريم وغيرهم، ونهبوا داره، وخرجت الشيعة من صنعاء بعد أن نهبت دورهم، فجمع الإمام عسكرهم، فقاتلوه فهزموه، وقتل من عسكره خلق كثير، وأعاد الناس أبا جعفر قيس بن الضحّاك إلى إمارة صنعاء، فأقام بها إلى المحرم سنة أربع وأربعمائة، فبلغه ما جمع الإمام من العساكر، فخرج من صنعاء محتقرا مهزوما، وكانت القبائل المخالفة على الإمام تجتمع إليه فاضطربوا، ثم قويت قلوبهم وساروا إلى الإمام فقاتلوه فهزموه، فبقى فى مائة فارس، فعلمت به همدان فلقوه وقاتلوه/ (١٠٠) فغشيهم بنفسه مرارا فى كلها. يخرق صفوفهم، ثم قتلوه، وذلك فى صفر سنة [٣] أربع وأربعمائة، وقتل وهو لم يبلغ الثلاثين سنة.

ولما قتل سار ابن أبى حاشد إلى صنعاء فأقام بها إلى ذى الحجة من السنة ولم يتم له أمر مع همدان، فخرج منها، وتعطلت من السلطنة إلى النصف من شوال سنة خمس وأربعمائة، ووصلها أبو جعفر أحمد بن قيس [بن محمد بن الضحاك الهمدانى] [٤] فأقام بها إلى ربيع سنة ست [وأربعمائة] وخرج منها، ورفع أيدى عماله، فتعطلت أيضا إلى سنة ثمان [وأربعمائة] ، وراجعت همدان أبا جعفر فى الرجوع إلى الإمام، فأجابهم.


[١] القاعة: من ديار سعد من بنى تميم قبل ببرين (مراصد ١٠٥٩) وفى أحسن التقاسيم ص ٩١: أنها من مخاليف اليمن.
[٢] فى مراصد الاطلاع (١/٤١٥) «مخلاف الحقل باليمن، ويقال له: حقل جهران، وقيل: الحقل من بلاد خولان من نواحى صعدة.
[٣] هذا التاريخ يوافق ما ذكره الواسعى (تاريخ اليمن ص ١٧٤) وفى المقتطف أنه قتل سنة ٤٠٣.
[٤] ما بين الحاصرتين من المقتطف ١٠٩ وتاريخ اليمن ١٧٤، وفى بلوغ المرام ص ٢٠ كان بنو الضحاك الحاشدى سكان ريده ملوك همدان وعظماءها.