أحمد بن على، والأمير ابن وهّاس، وأمراء العرب، ثم توجه إلى زبيد فى جمادى الآخرة، وصحبته الأشراف والأمراء، وطلع من زبيد فى آخر شعبان، فلما كان عيد الفطر ودعه الأمير جمال الدين على السّماط، وتوجه إلى البلاد العليا، والذى حصل له من الإنعام من حين خرج من الميقاع إلى أن عاد إلى بلاده ما يزيد على سبعين ألف دينار «الدينار: أربعة دراهم، والدرهم: عشرة قراريط» .
وفى شوال من السنة توجه الملك المؤيد إلى عدن، فأقام إلى ثانى ذى الحجة وعيّد عيد النحر بفور [١] ، وعاد إلى تعز فى آخر ذى الحجة سنة ثمان وتسعين.
وفى سنة تسع وتسعين وستمائة توفى الأمير جمال الدين على بن عبد الله المقدّم الذكر، وكان من أكابر الأشراف وأعيانهم، ورؤسائهم وصدورهم، وقد ناف عمره على السبعين، ولما مات أجمع أهله على تقديم ولده الأمير عماد الدين إدريس، وكاتب الملك المؤيد فى ذلك، فكوتب بأن يصل إلى بابه/ فطلب ذمّة، فكتب إليه، وحضر إلى الملك المؤيد فى ذى القعدة، والمؤيد يومئذ بثعبات.
فلما كان بعد عيد النحر تقررت الحال على أن يسلّم الحصون التى بيده- وهما الميقاع والعظيمة- فتسلمهما نواب الملك المؤيد فى سنة سبعمائة، وأنعم على الشريف عماد الدين إدريس بعشرة أحمال طبلخاناة، وثمانية عشر ألف درهم، وسنجقا وخلعا وملابس ومماليك وخيول/ (١٥٨) وبغال، وركب معه الأمراء، وأعطى القحمة.
وفى سنة تسع وتسعين وستمائة حطّ الملك المظفر على أشيح، وأخذ حصن إرياب وغراس بالحقل قهرا، فزينت صنعاء لذلك.
وفى سنة سبعمائة توجه الملك الظافر عيسى بن المؤيد مقطعا لصنعاء وأعمالها، فدخل صنعاء فى العشر الأخر من شهر رمضان.
[١] هكذا فى الأصل، ومثله فى ص ١٥٧ ولم أجده فى رسمه من كتب البلدان ولعله تحريف «قوّر» ففي مراصد الاطلاع ٣/١١٣٢ قور- بضم أوله وكسر ثانيه مشددا- جبل باليمن من ناحية الدملوة، وفى الخزرجى «أن الملك المؤيد أقام بعدن من آخر شوال إلى سلخ ذى الحجة وعيد عيد النحر بها، فلعل ما هنا تحريف «بعدن» .