للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القضاة تقى الدين سليمان الحنبلى، وسلك فى ولايته سيرة السلف الصالح، ولم يغير هيئته ولا لباسه، ولا جدد مركوبا بسبب ولاية القضاء، وكان يمشى غالبا من الصالحية إلى/ (٢٢٤) دمشق، ولا أضاف إلى نفسه ولاية مدرسة، ولا نظر وقف بمعلوم، وكان رحمه الله تعالى رجلا صالحا ديّنا خيّرا فاضلا عالما محدثا، سمع الحديث من ابن عبد الدايم، وابن البخارى، وغيرهما، فسمع من مائتى شيخ وعشرة شيوخ، وسمع بمكة والمدينة والقدس ونابلس وبعلبك، وحضر عدة غزوات وفتوحات منها طرابلس وعكّا وقلعة الروم، وخرّج له الشيخ جمال الدين المزّى أربعين حديثا تساعيا، وخرج له غير ذلك [١] .

وفيها فى يوم الأربعاء ثامن ذى الحجة توفى الأمير مجد [٢] الدين يعقوب ابن الملك الأشرف شرف الدين عبد الحق بن الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر محمد بن أيوب، وكانت وفاته ببستانه بالمزّة ظاهر دمشق. وصلّى عليه بجامع المزّة فى يوم عرفة، ودفن بمقبرتها، رحمه الله تعالى، وكان رجلا خيّرا [٣] كثير التواضع، وله مكارم، وكان يحفظ شعرا كثيرا.

وفيها فى ذى الحجة توفى الأمير بدر الدين حسن بن الملك الأفضل نور الدين على بن الملك المظفر محمد [٤] بن الملك المنصور بحماة وهو أخو الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل صاحب حماة، وهو من جملة الأمراء بحماة، رحمه الله تعالى/ (٢٢٥) .


[١] أورد ابن حجر ترجمته بعبارة مماثلة فى الدرر (٤/٢٥٨) .
[٢] فى «ك» «محيى الدين» وفى «أ» ص ٢٢٤ «مجير الدين» وماأثبتناه من ابن حجر (الدرر ٤/٤٣٤) كما ورد فى ترجمته، وفيه يقول ابن حجر: كان كثير الفكاهة حاد النادرة ضيق ذات اليد.
[٣] فى «ك» (جيدا) وما أثبتناه من «أ» ص ٢٢٤ لمناسبته السياق.
[٤] فى النجوم (٩/٢٦٧) عن (المنهل الصافى) ، و (الدرر الكامنة) «على بن محمود» .