للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها فى يوم الجمعة حادى عشر [ى] [١] رمضان أقيمت الخطبة بالجامع الذى أنشأه الأمير سيف الدين قوصون الناصرى خارج بابى [٢] زويلة بالشارع الأعظم بجوار حمامى قاتل السّبع [٣] بخطّ حوض ابن هنّس [٤] وولى خطابته القاضى فخر الدين محمد بن يحيى بن مسمار [٥] المعروف بابن شكر، ولم يخطب به فى هذه السنة، بل خطب قاضى القضاة جلال الدين القزوينى الشافعى، ثم استمر خطيبه المذكور فى الخطابة.

وفيها فى يوم الاثنين تاسع عشر شوال وصل إلى الأبواب السلطانية رسل متملك اليمن، وهو الملك المجاهد سيف الإسلام على بن الملك المؤيد هزير الدين داود بالهدايا والتحف، ومن جملتها فيلان، فقبلت هدية مرسلهم، وحصل الإنكار الشديد عليه وعليهم، فإنه اتصل بالسلطان أن ملك مدينة دهلى وبلاد الهند [٦] أرسل إلى السلطان هدية عظيمة لم يرسل مثلها لملك قبله، وأنها لما وصلت إلى ثغر عدن قتل الرسول باتفاق من الملك المجاهد ووزيره، واستولى الملك المجاهد على الهدية بكمالها، وأن الذى أهداه الملك المجاهد إنما هو شىء يسير من جملتها، فغضب السلطان لذلك، وأمر باعتقال رسله وخاله، وهو ابن النّقّاش، واعتقلوا مدة، ثم أفرج عنهم بعد ذلك، والله تعالى أعلم بالصواب.


[١] الزيادة عن (تاريخ المساجد الأثرية ١٣٩) .
[٢] كذا فى ك، وفى خطط المقريزى (٢/٣٠٧) أن هذا الجامع بالشارع، خارج باب زويلة ابتدأ عمارته الأمير قوصون سنة ٧٣٠، وبنى له مئذنتيه بناء من أهل توريز (تبريز) على مثال المئذنة التى عملها خواجا على شاه لجامعه بمدينة توريز. وقد ورد هذا الخبر بعبارة مبسوطة فى السلوك (٢/٣٢١) وفى النجوم (٩/٩٤ و ٩٥ حاشية ١) مع تحقيق لموقعه الحالى، وأنه المعروف الآن على ألسنة العامة باسم جامع قيسون بشارع القلعة، وانظر (تاريخ المساجد الأثرية ١٣٩- ١٤٢) .
[٣] الأمير أقوش الموصلى الحاجب، المعروف بآقوش نميله، وكان يقال له «آقوش قتال السبع» ترجمته فى الدرر (١/٣٩٩) وتاريخ المساجد الأثرية ١٣٩.
[٤] هو سعد الدين مسعود بن هنس. (النجوم ٩/٣٨٨) .
[٥] ترجمته فى السلوك (٢/٦٣٨) وقد ورد اسمه فيه: محمد بن يحيى بن عبد الله بن شكر المالكى، وذكر وفاته فى سنة ٧٤٣ هـ.
[٦] المقصود ببلاد الهند هنا البلاد الإسلامية منها، وكان ملكها فى هذه السنة هو «غياث الدين أولوغ خان محمد جنا بن طغلق (٧٢٥- ٧٥٢ هـ) وانظر (السلوك ٢/٣٢٢ حاشية ١) .