للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأنشدته حتى أتيت على آخرها. ثم قال: يا مالك، غنّنى:

ألا هل هاجك الأظعا ... ن إذ جاوزن مطّلحا

فغنّاه. ثم قال: غنّنى:

جلا أميّة عنّى كلّ مظلمة ... سهل الحجاب وأوفى بالذى وعدا

فغنّاه. ثم قال: غنّنى:

أتنسى «١» إذ تودّعنا سليمى ... بفرع بشامة، سقى البشام!

فغنّاه؛ ثم أتاه الحاجب فقال: يا أمير المؤمنين، الرجل الذى طلبت بالباب، فأذن له فدخل شابّ لم أر أحسن وجها منه. فقال له: غنّنى:

وهى إذ ذاك عليها مئرر ... ولها بيت جوار من لعب

فغنّاه، فنبذ إليه الثوبين، ثم قال: غنّنى:

طاف الخيال فمرحبا ... ألفا برؤية زينبا

فغضب معبد وقال: يا أمير المؤمنين، إنّا مقبلون عليك بأقدارنا وأسناننا وإنك تركتنا بمزجر الكلب وأقبلت على هذا الصبىّ. فقال: يا أبا عبّاد، ما جهلت قدرك ولا سنّك، ولكن هذا الغلام طرحنى في مثل الطّناجير من حرارة غنائه. قال حماد:

فسألت عن الغلام فقيل لى: هو ابن عائشة.

وحكى عن شيخ من تنوخ قال: كنت صاحب ستر الوليد بن يزيد، فرأيت ابن عائشة عنده وقد غنّاه:

إنى رأيت صبيحة النّفر ... حورا نفين عزيمة الصبر

مثل الكواكب في مطالعها ... بعد العشاء أطفن بالبدر