أتنسى «١» إذ تودّعنا سليمى ... بفرع بشامة، سقى البشام!
فغنّاه؛ ثم أتاه الحاجب فقال: يا أمير المؤمنين، الرجل الذى طلبت بالباب، فأذن له فدخل شابّ لم أر أحسن وجها منه. فقال له: غنّنى:
وهى إذ ذاك عليها مئرر ... ولها بيت جوار من لعب
فغنّاه، فنبذ إليه الثوبين، ثم قال: غنّنى:
طاف الخيال فمرحبا ... ألفا برؤية زينبا
فغضب معبد وقال: يا أمير المؤمنين، إنّا مقبلون عليك بأقدارنا وأسناننا وإنك تركتنا بمزجر الكلب وأقبلت على هذا الصبىّ. فقال: يا أبا عبّاد، ما جهلت قدرك ولا سنّك، ولكن هذا الغلام طرحنى في مثل الطّناجير من حرارة غنائه. قال حماد:
فسألت عن الغلام فقيل لى: هو ابن عائشة.
وحكى عن شيخ من تنوخ قال: كنت صاحب ستر الوليد بن يزيد، فرأيت ابن عائشة عنده وقد غنّاه: