للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحسن ما يهدى لك النّسيما ... يقلبه فى ساعة سموما.

وهو على المعدود من ذنوبه ... خير من الصّيف على عيوبه.

ذكر ما قيل فى فصل الشتاء

حتّى إذا ما أقبل الشّتاء، ... جاءتك منه غمّة عمياء.

لو أنّه روح، لكان فدما ... أو أنه شخص، لكان جهما.

يلقاك منه أسد يزير ... له وعيد وله تحذير.

تأتيك فى أيّامه رياح ... ليس على لاعنها جناح.

حراكها ليس إلى سكون ... تضرّ بالأسماع والعيون.

يحدث من أفعالها الزّكام ... هذا إذا ما فاتك الصّدام.

ثم يليها مطر مداوم ... كأنه خصم لنا ملازم.

يقطعنا بعضا عن الطريق ... وعن قضاء الحقّ للصّديق.

وربما خرّ عليك السّقف، ... فإن عفا عنك أتاك الوكف.

وإن أردت فى النّهار الشّربا ... فيه، فقد قاسيت خطبا صعبا.

واحتجت أن توقد فيه نارا ... تطير نحو الحدق الشّرارا.

يترك مبيضّ الثّياب أرقطا ... يحكى السّعيدىّ لك المنقّطا.

وبعد ذا تسدّد النقابا ... من خوفه وتغلق الأبوابا.

نعم، وترخى دونه السّتورا ... حتّى ترى صباحه ديجورا.

وإن أردت الشّرب فى الظّلام ... عاقك عن تناول المدام.

حسبك أن تندسّ فى اللّحاف ... من خشية البرد على الأطراف!

ورعده يشغل عن كلّ عمل ... ويؤثر النّوم ويستحلى الكسل.