للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسرائيل لمّا عملوا بمساخط الله كفرة المجوس (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا)

. واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوّكم. أسأل الله ذلك لنا ولكم. وترفّق بالمسلمين فى مسيرهم، ولا تجشّمهم مسيرا يتعبهم، ولا تقصّر بهم عن منزل يرفق بهم، حتى يبلغوا عدوّهم والسفر لم ينقص [١] قوّتهم؛ فإنهم سائرون الى عدوّ مقيم حامى الأنفس والكراع [٢] . وأقم بمن معك فى كل جمعة يوما وليلة حتى تكون لهم راحة يجمّون [٣] فيها أنفسهم ويرمّون [٤] أسلحتهم وأمتعتهم. ونحّ منازلهم عن قرى أهل الصلح والذمّة، فلا يدخلها من أصحابك إلا من تثق بدينه ولا يرزأ [٥] أحدا من أهلها شيئا، فإن لهم حرمة وذمّة ابتليتم بالوفاء بها كما ابتلوا بالصبر عليها؛ فما صبروا لكم ففوا لهم [٦] .

ولا تستنصروا على أهل الحرب بظلم أهل الصلح. وإذا وطئت أدنى أرض العدوّ فأذك [٧] العيون بينك وبينهم، ولا يخف عليك أمرهم. وليكن عندك من العرب أو من أهل الأرض من تطمئن إلى نصحه وصدقه، فإن الكذوب لا ينفعك خبره وإن صدق فى بعضه، والغاشّ عين عليك وليس عينا لك. وليكن منك عند دنوّك من أرض العدوّ أن تكثر الطلائع وتبثّ السّرايا بينك وبينهم [فتقطع السرايا أمدادهم ومرافقهم، وتتبع الطلائع عوراتهم [٨]] . وانتق للطلائع أهل الرأى والبأس من أصحابك،


[١] كذا فى العقد الفريد، وفى الأصل: «لا ينقص» .
[٢] الكراع: الخيل.
[٣] يجمون أنفسهم: يتركونها لترتاح وتقوى.
[٤] يرمون: يصلحون.
[٥] «ولا يرزأ» فى الأصل غير معجمة، وأثبتناها بالياء طبقا لما فى العقد الفريد، على أن تكون معطوفة على صلة الموصول قبلها. ويحتمل أن تكون بتاء الخطاب.
[٦] فى العقد الفريد: «فما صبروا لكم فتولوهم خيرا» .
[٧] إذكاء العيون والطلائع: بثها.
[٨]- هذه الجملة التى بين القوسين وردت فى الأصل هكذا: «فتنقطع للسرايا أمدادهم ومرافقهم وتتبع بالطلائع عوراتهم» وفى بعض هذه الكلمات تحريف جعل الجملة غير مستقيمة، فأثبتناها كما وردت فى العقد الفريد (ج ١ ص ٥٠) .