للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخافقة الذوائب قد أنافت ... على حمراء ذات شبا طرير [١]

تحوّم حولها عقبان موت ... تخطّفت القلوب من الصدور

بيوم راح فى سربال ليل ... فما عرف الأصيل من البكور

وعين الشمس ترنو فى قتام ... رنوّ البكر من خلف الستور

فكم قصّرت من عمر طويل ... وكم طوّلت من عمر قصير

وقال أيضا:

ومعترك ضنك تعاطت كماته ... كؤوس دماء من كلى ومفاصل

يديرونها راحا من الرّوح بينهم ... ببيض رقاق أو بسمر ذوابل

وتسمعهم أمّ المنيّة وسطها ... غناء صليل البيض تحت المناصل

وقال التّنوخىّ شاعر اليتيمة:

فى موقف وقف الحمام ولم يزغ ... عن ساحتيه وزاغت الأبصار

فقنا تسيل من الدماء على قنا [٢] ... بطوالهن تقصّر الأعمار

ورءوس أبطال تطاير بالظّبا ... فكأنها تحت الغبار غبار

وقال ابن الخيّاط الأندلسىّ:

سيوف اذا اعتلّت جهات بغورة [٣] ... فمنهنّ فى أعناقهن تمائم

وكلّ خميس طبّق الجوّ نقعه ... وضيّق مسراه الجياد الصلادم


[١] المراد بالحمراء: القناة. والشبا: جمع شباة، وشباة كل شىء: حده. والطرير: المحدّد.
[٢] القنا الأولى: حفائر الماء. والقنا الثانية: الرماح.
[٣] كذا بالأصل: وفى كلمة «بغورة» تحريف لم نوفق الى تصحيحه. ولعله: جهات ثغوره، أو جهات بثورة، أو جهات بغارة.