للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معلم، وكأنّ خارجها أرقم، أو متن واد مفعم، نثرت ألوانا تزرى بورد الخدود، وأبدت قامات تفصح بأود القدود.

وقد أكثر الشعراء القول فى وصف القلم، فمن ذلك قول أبى تمّام الطائىّ:

لك القلم الأعلى الذى بشباته ... تصاب من الأمر الكلى والمفاصل

لعاب الأفاعى القاتلات لعابه ... وأرى «١» الجنى اشتارته أيد عواسل

له ريقة طلّ ولكنّ وقعها ... بآثاره فى الشرق والغرب وابل

فصيح إذا استنطقته وهو راكب ... وأعجم إن خاطبته وهو راجل

إذا ما امتطى الخمس الّلطاف وأفرغت ... عليه شعاب «٢» الفكر وهى حوافل

أطاعته أطراف القنا وتقوّضت ... لنجواه تقويض الخيام والجحافل

إذا استغزر الذهن الجلىّ «٣» وأقبلت ... أعاليه فى القرطاس وهى أسافل

وقد رفدته الخنصران وسدّدت ... ثلاث نواحيه الثلاث الأنامل

رأيت جليلا شأنه وهو مرهف ... ضنّى وسمينا خطبه وهو ناحل

وقال آخر:

قوم إذا أخذوا الأقلام من غضب ... ثم استمدّوا بها ماء المنيّات

نالوا بها من أعاديهم وإن بعدوا ... ما لم ينالوا بحدّ المشرفيّات

وقال ابن المعتزّ:

قلم ما أراه أم فلك يجرى ... بما شاء قاسم ويسير «٤»

خاشع فى يديه يلثم قرطا ... سا كما قبّل البساط شكور