للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول زهير بن أبى سلمى:

حلماء فى النادى إذا ما جئتهم ... جهلاء يوم عجاجة ولقاء.

ومن فساد ذلك أن يقابل الشىء بما لا يوافقه ولا يخالفه، كقول أبى عدىّ القرشىّ:

يا ابن خير الأخيار من عبد شمس ... أنت زين الدنيا وغيث لجود

فليس قوله: غيث لجود موافقا لقوله: زين الدنيا ولا مخالفا له وكقول الكميت:

وقد رأينا بها حورا منعّمة ... بيضا تكامل فيها الدّلّ والشّنب

فالشنب لا يشاكل الدّلّ.

وقول آخر:

رحماء بذى الصلاح وضرّا ... بون قدما لهامة الصّنديد.

قال: وقد ذكر بعض أئمة هذا الفن تفصيلا فى المقابلة فقال:

فمن مقابلة اثنين باثنين قوله تعالى: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً

؛ وقول النابغة:

فتى تمّ فيه ما يسرّ صديقه ... على أنّ فيه ما يسوء الأعاديا؛

ومن مقابلة ثلاثة بثلاثة قول الشاعر «١» :

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل

وقول أبى نواس:

أنا استدعيت عفوك من قريب ... كما استعفيت سخطك من بعيد؛