فإنّ وهم السامع يذهب إلى الأقارب، ومراده بالجدّ: الحظّ، وبالعمّ: الجماعة من الناس، وبالخال: المخيلة، ومن ذلك قول الحريرىّ فى [وصف «١» الإبرة والميل فى] المقامة الثامنة:
وقوله أيضا:
يا قوم كم من عاتق «٢» عانس ... ممدوحة الأوصاف فى الأنديه
قتلتها لا أتقى وارثا ... يطلب منّى قودا أو ديه
يريد بالعاتق العانس: الخمر، وبقتلها: مزجها، كما قال حسّان:
إن التى عاطيتنى فرددتها ... قتلت قتلت فهاتها لم تقتل
وأمثال ذلك كثيرة.
وعند علماء البيان: التخييل تصوير حقيقة الشىء للتعظيم، كقوله تعالى:
والغرض منه تصوير عظمته والتوقيف «٣» على كنه جلاله من غير ذهاب بالقبضة ولا باليمين إلى جهة حقيقة أو مجاز، وكذلك قوله صلّى الله عليه وسلم:«إنما نحن حفنة من حفنات ربّنا» قال الزمخشرى: ولا يرى باب فى علم البيان أدقّ ولا ألطف من هذا الباب.