للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحاشى «١» جلاله من الإخلال بعهود الوفاء، ومن انحلال عقود الصفاء، وما عهدت عزمه القوىّ فى حلبة الشوق إلا من الضعفاء، وحاشية خلقه إلا أرقّ من مدامع غرماء الجفاء

من لم يبت والبين يصدع قلبه ... لم يدر كيف تقلقل الأحشاء

وكتب أيضا فى مثل ذلك: كتب مملوك المولى الأجلّ عن شوق قدح الدمع من الجفون شرارا، وأجرى من سيل الماء نارا، واستطال واستطار فما توارى أوارا، ووجد على تذكّر الأيام التى عذبت «٢» قصارا، والليالى التى طابت فكأنما خلقت جميعها أسحارا

وبى غمرة للشوق من بعد غمرة ... أخوض بها ماء الجفون غمارا

وما هى إلا سكرة بعد سكرة ... اذا هى زالت لا تزال خمارا

رحلتم وصبرى والشباب وموطنى ... لقد رحلت أحبابنا تتبارى

ومن لم تصافح عينه نور شمسه ... فليس يرى حتى يراه نهارا

سقى الله أرض الغوطتين «٣» مدامعى ... وحسبك سحبا قد بعثت غزارا

وما خدعتنى مصر عن طيب دارها ... ولا عوضتنى بعد جارى جارا

أدار الصّبا لا مثل ربعك مربع ... أرى غيرك الربع الأنيس قفارا