للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا حرم إتيانى «١» اليه، وإيثار تسليمى عليه؛ مع أنى كنت أعهد له خلوة حلوة مع الله ووقفة على بابه، والتجاءه فى جنح الليل إلى جنابه، ودمعة يرسلها إذا استرسل فى محرابه؛ وضراعة يتابعها خشوعه، وزفرة يشتمل عليها قلبه وتفرّق عنها ضلوعه

فيا ليت شعرى هل أقامت بثينة ... على عهدها أم قد ثنتها الشواغل

وهل ذلك الودّ الذى كان بيننا ... بوادى الخزامى مثل ما كان أوّل «٢»

وكتب اليه- رحمهما الله- يستدعى منه ثلاثة أسهم ومليات «٣» - وقد أوردنا بعض هذه الرسالة فى الفن الأوّل فى السواقى، ونوردها فى هذا الموضع بجملتها لتكون متتابعة يتلو بعضها بعضا-:

والسيف يندب فى الوغى فيهزّه ... ندب الكمىّ الى مضاء غراره

والحرّ أولى بانتداب خلاله ... لمؤمّل فيه قضا أوطاره

فلذلك حرّكت العزائم العالية المولويّة الشرفيّة- أدام الله علاها، ورفع لواها وأودع أسماع الأنام ثناها؛ ولا زالت مرفّهة السرائر، منوّرة الضمائر، سائرة فى قطب المعالى سير الفلك الدائر، آخذة بحظها من شرف المفاخر، جامعة بين درك إحسان