ووصف ذو «١» الرّمّة لعبد «٢» الملك بن مروان بالذكاء وحسن الشعر، فأمر بإحضاره، فلما دخل عليه أنشده قصيدة أفتتحها بقوله:«ما بال عينك منها الماء ينسكب» وكانت عينا عبد الملك تدمعان دائما، فظنّ أنه عرّض به، فغضب وقال: مالك ولهذا السؤال يا بن اللّخناء؟ وقطع إنشاده، وأمر بإخراجه.
ودخل أبو النجم «٣» على هشام بن عبد الملك وأنشده أرجوزته التى أوّلها:
«الحمد لله الوهوب المجزل «٤» » حتى انتهى إلى قوله يصف الشمس عند الغروب:
«وهى على الأفق كعين الأحول» ، واستدرك سقطة لسانه، وقطع إنشاده، وعلم أنها زلّة، لأنّ هشاما كان أحول، فقال له هشام كمّل إنشادك ويلك وأتمم البيت، وأمر بوجء «٥» عنقه وإخراجه من الرّصافة «٦» .