أشاب الصغير وأفنى الكبير ... كرّ «٢» الغداة ومرّ العشى
إذا ليلة هرّمت «٣» يومها ... أتى بعد ذلك يوم فتى
نروح ونغدو لحاجتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضى
تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة ما بقى
وقال المتنبّى:
ذكر الفتى عمره الثانى وحاجته ... ما قاته وفضول العيش أشغال
وقد جمع من شعر أبى الطيّب فى ذلك ما وافق كلام أرسطوطاليس فى الحكمة؛ فمن ذلك قول أرسطوطاليس: إذا كانت الشهوة فوق القدرة كان هلاك الجسم «٤» دون بلوغ الشهوة.
قال المتنبّى:
وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت فى مرادها الأجسام
وقال أرسطوطاليس: قد يفسد العضو لصلاح أعضاء، كالكىّ والفصد اللّذين يفسدان الأعضاء لصلاح غيرها. نقله المتنبّى إلى شعره فقال: