وجانب القفار، وألف المجالس والدّيار؛ ولو تمّ له معنى البهيميّة فى الطبع والخلق والغذاء ما أكل الحيوان، وكلب «١» على الناس، نعم حتّى ربّما وثب على صاحبه؛ وذكر من معايب الكلب وذمّه، فقال: إنّه حارس محترس منه، ومؤنس شديد الإيحاش من نفسه، وأليف كثير الجناية «٢» على إلفه، وانما قبلوه «٣» حين قبلوه على أن ينذرهم بموضع السارق، وتركوا طرده لينبّههم على مكان المبيّت «٤» ، وهو أسرق من كلّ سارق، وأدوم جناية من ذلك المبيّت»
، فهو سرّاق وصاحب بيات، وأكّال للحوم الناس إلّا أنّه يجمع «٦» سرقة الليل مع سرقة النهار، ثم لا تجده أبدا يمشى فى خزانة «٧» أو مطبخ أو فى عرصة دار أو فى طريق أو برارىّ، أو على ظهر جبل أو فى بطن واد إلّا وخطمه «٨» أبدا فى الأرض يشمّم ويستروح؛ وإن كانت الأرض بيضاء حصّاء «٩» ، أو دوّيّة «١٠» ملساء، أو صخرة خلقاء «١١» ، حرصا وجشعا، وشرّها وطمعا، نعم حتّى