للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهو طورا يبدو بنحر عروس ... وهو طورا يمشى على عنّاب

حبّذا ذاك صاحبا فهو فى الصحة ... أو فى من سائر الأحباب

وقال أبو بكر بن العلّاف يرثى هرّا-، وقد قيل: إنما رثى بها ابنه، لأنّه تعرّض إلى حريم بعض الأكابر فاغتالوه وقتلوه؛ وقيل: بل رثى بها عبد الله بن المعتزّ، وورّى بهرّ خوفا من المقتدر «١» بالله، فقال:

يا هرّ فارقتنا ولم تعد ... وكنت منّا بمنزل الولد

وكيف ننفكّ عن هواك وقد ... كنت لنا عدّة من العدد

تمنع عنّا الأذى وتحرسنا ... بالغيب من خنفس «٢» ومن جرد «٣»

وتخرج الفأر من مكامنها ... ما بين مفتوحها إلى السّدد «٤»

يلقاك فى البيت منهم عدد «٥» ... وأنت تلقاهم بلا عدد «٦»

وكان يجرى- ولا سداد لهم- ... أمرك فى بيتنا على سدد

حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا ... ولم تكن للأذى بمعتقد

وحمت حول الرّدى بظلمهم ... ومن يحم حول حوضه يرد

وكان قلبى عليك مرتعدا ... وأنت تنساب غير مرتعد