وأوّل من صاد بالشّواهين قسطنطين [ملك عمّوريّة «١» ] . حكى أنه خرج يوما يتصيّد، حتى إذا أتى إلى مرج فسيح نظر إلى شاهين ينكفئ على طير الماء؛ فأعجبه ما رأى من سرعته وضراوته وإلحاحه على صيده، فأخذه وضرّاه؛ ثم ريضت له الشّواهين بعد ذلك وعلّمت أن تحوم على رأسه إذا ركب فتظلّه من الشمس؛ فكانت تنحدر مرّة وترتفع أخرى، فإذا نزل وقعت حوله.
وقد وصف الشعراء الشواهين وشبّهوها؛ فمن ذلك قول النّاشى:
هل لك يا قنّاص فى شاهين ... شوذانق مؤدّب أمين
جاء به السائس من رزين «٢» ... ضرّاه بالتّخشين والتّليين
حتى لأغناه عن التلقين ... يكاد للتثقيف والتّمرين
يعرف معنى الوحى بالجفون ... يظلّ من جناحه المزين
فى قرطق «٣» من خزّه الثمين ... يشبه من طرازه المصون
برد أنوشروان أو شيرين «٤» ... أحوى مجارى الدّمع والشؤون
ذى منسر مؤلّل مسنون ... واف كشطر الحاجب المقرون
منعطف مثل انعطاف النون ... يبدى اسمه معناه للعيون
وقال أبو الفتح كشاجم وبدأ بالكركىّ:
يا ربّ أسراب من الكراكى ... مطمعة السكون فى الحراك