للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوصف القطا بحسن المشى لتقارب خطاها. والعرب تشبّه مشى النّساء الخفرات بمشيها إذا أرادوا مدحهنّ. قال شاعر يصف القطاة- واختلف فى الشاعر من هو، فقيل: هو [أوس بن «١» ] غلفاء الهجيمىّ، وقيل: مزاحم العقيلى، وقيل:

العباس بن يزيد بن الأسود الكندىّ، وقيل: العجير السّلولىّ، وقيل: عمرو بن عقيل بن الحجّاج الهجيمىّ؛ قال أبو الفرج الأصفهانىّ: وهو أصحّ الأقوال-:

أمّا القطاة فإنّى سوف أنعتها ... نعتا يوافق نعتى بعض ما فيها

سكّاء «٢» مخطوبة «٣» فى ريشها طرق «٤» ... سود قوادمها صهب خوافيها

منقارها كنواة القسب «٥» قلّمها ... بمبرد حاذق الكفّين باريها

تمشى كمشى فتاة الحىّ مسرعة ... حذار قوم إلى ستر يواريها

تسقى الفراخ بأفواه مرقّقة ... مثل القوارير سدّت من أعاليها

كأن هيدبة «٦» من فوق جؤجئها ... أو جرو «٧» حنظلة لم يعد راميها «٨»

وقال إبراهيم بن خفاجة الأندلسىّ:

ولربّ طيّار خفيف قد جرى ... فشلا بجار خلفه طيّار