للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال بعض الأعراب [يصف مطوّقة «١» ] :

دعت فوق ساق دعوة لو تناولت ... بها الصّخر من أعلى أبان «٢» تحدّرا

تبكّى بعين ليس تذرى دموعها ... ولكنّها تذرى الدموع تذكّرا

محلّاة طوق ليس تخشى انفصامه ... إذا همّ أن يبلى تجدّد آخرا

لها «٣» وشح دون التّراقى وفوقها ... وصدر كمقطوف البنفسج أخضرا

تنازعها الألوان «٤» شتّى صقالها ... بدا لتلالى الشمس فيه تحيرا «٥»

وقال شاعر أندلسىّ:

وما شاقنى إلا ابن ورقاء هاتف ... على فنن بين الجزيرة والجسر

مفتّق طوق لازوردىّ كلكل ... موشّى الطّلى أحوى القوادم والظهر

أدار على الياقوت أجفان لؤلؤ ... وصاغ على الأجفان طوقا من التّبر

حديد شبا المنقار داج كأنه ... شبا قلم من فضّة مدّ من حبر

توسّد من فرع الأراك أريكة ... ومال على طىّ الجناح مع النّحر

ولمّا رأى دمعى مراقا أرابه ... بكائى فاستولى على الغصن النّضر

وحثّ جناحيه وصفّق طائرا ... فطار بقلبى حيث طار وما يدرى

وقال آخر:

كأنّ بنحرها والجيد منها ... إذا ما أمكنت للنّاظرينا

مخطّا كان من قلم لطيف ... فخطّ بجيدها والنحر نونا