كبنات الفهر؛ قد اختير طينه، وملك «١» عجينه؛ فهو كالكافور «٢» المصّاعد فى اللّمس والمنظر، وكالعنبر الأذفر فى الشمّ والمخبر؛ مأخوذ من خير مواطنه، مجلوب من أطيب معادنه؛ كافل بمطاعم حامليه، محقّق لآمال آمليه؛ ضامن لحمام الحمام، متناول لها من أبعد مرام؛ يعرج إليها وهو سمّ ناقع، ويهبط بها وهى رزق نافع» .
ومنها فى وصف القسىّ:«وبأيديهم قسىّ مكسوّة بأغشية السّندس، مشتملة منها «٣» بأحسن ملبس؛ مثل الكماة فى جواشنها ودروعها، والجياد فى جلالها «٤» وقطوعها؛ حتى إذا جرّدت من تلك المطارف، وانتضيت «٥» من تلك الملاحف؛ رأيت منها قدودا مخطفة «٦» رشيقه، وألوانا معجبة أنيقه؛ صلبة المكاسر «٧» والمعاجم، نجيبة المنابت والمناجم؛ خطّيّة الأسماء والمناسب، سمهريّة الأعراق والمناصب؛ ركّبت من شظايا الرّماح الداعسه، وقرون الأوعال الناخسه «٨» ؛ فحازت الشرف من طرفيها، واستولت عليه