- عليهما السلام- الى زمن إدريس- عليه السّلام- فلمّا كثر الناس نقص الحبّ عن مقداره إلى مقداره إلى أصغر منه، ثمّ كان كذلك إلى أيام فرعون، فنقص عن مقداره إلى أيّام إلياس- عليه السلام-، ثمّ نقص حتّى صار قدر بيض الدّجاج الى أيّام عيسى بن مريم- عليه السلام- فنقص فى زمنه حتّى صار مثل بيض الحمام، الى أن قتل يحيى بن زكريّا- عليهما السلام- فصار قدر البندق، فكان كذلك الى أيّام عزير، فلمّا قالت اليهود:(عزير بن الله) نقص إلى ما ترى، وقيل:
بل صار قدر الحمّص، ثمّ صار إلى هذه الغاية.
وقال وهب بن منبّه: وكان الزرع فى زمن آدم- عليه السّلام- على طول النخل.
وقال الشيخ الرئيس أبو علىّ بن سينا: أجود الحنطة المتوسّطة فى الصّلابة العظيمة السّمينة الملساء «١» ، الّتى بين الحمراء والبيضاء؛ والحنطة السوداء رديئة الغذاء؛ وطبع الحنطة حارّ معتدل فى الرّطوبة واليبوسة، وسويقها «٢» الى اليبس، وهو بطىء الانحدار، كثير النّفخ، لابدّ من حلاوة تحدره بسرعة، وغسل بالماء الحارّ حتّى يزيل نفخه؛ وقال فى الأفعال والخواصّ: الحنطة الكبيرة والحمراء أكثر غذاء، والحنطة المسلوقة بطيئة الهضم نفّاخة، لكنّ غذاءها إذا استمرئت كثير؛ والحوّارى «٣» قريب من النّشا، لكنّه أسخن؛ والنّشا بارد رطب لزج؛ قال: والحنطة تنقّى الوجه، ودقيقها والنّشا خاصة بالزّعفران دواء للكلف «٤» ؛ قال: والحنطة النّيئة والمطبوخة المسلوقة