للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال فى النّعناع: هو حارّ يابس فى الثانية، وفيه رطوبة فضليّة، وقوّة مسخّنة قابضة؛ وهو ألطف البقول المأكولة جوهرا، واذا تركت طاقات منه فى اللّبن لم يتجبّن، واذا شربت عصارته بالخلّ قطعت سيلان الدم من الباطن؛ وهو مع السّويق ضماد للدّبيلات «١» ؛ وتضمد به الجبهة للصّداع، وخصوصا مع سويق الشّعير، وتدلك به خشونة اللّسان فتزول، ويمنع قذف الدّم ونزفه، ويعقد اللّبن فى الثّدى ضمادا، ويسكّن ورمه؛ وهو يقوّى المعدة ويسخّنها، ويسكّن الفواق ويهضم، ويمنع القىء البلغمىّ والدّموىّ، وينفع من اليرقان «٢» ، وخصوصا شرابه؛ وهو يعين على الباه لنفخ فيه، ويقتل الدّيدان؛ واذا احتمل قبل الجماع منع الحبل؛ وهو نافع لعضّة الكلب الكلب.

قال أبو إسحاق الحضرمىّ فى النّمّام:

أرى النّمّام بالصّوت الفصيح ... ينادى الشّرب «٣» حىّ على الصّبوح

بدا لك فى مطارفه وأبدى ... روائح تستقلّ بكلّ ريح

فقم واعص النّصيح وكن مطيعا ... لنا فالعيش عصيان النّصيح

وقال آخر:

حيّيتها بتحيّة فى مجلس ... بقضيب نمّام من الرّيحان

فتطيّرت منه وقالت: ألقه ... لا تقربنّ مضيّع الكتمان