ثمّ يرطب فيكون كأطيب فالوذ «١» اتّخذ، ثمّ يجفّ فيكون عصمة «٢» للمقيم، وزادا للمسافر فإن كان رسلى صدقونى فهى الشجرة الّتى نبتت على مريم بنت عمران. فكتب اليه عمر- رضى الله عنه-: إنّ رسلك صدقوك، وهى الشجرة الّتى نبتت على مريم، فاتق الله، ولا تتّخذ عيسى إنّ رسلك صدقوك، وهى الشجرة الّتى نبتت على مريم، فاتق الله، ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله.
أخذ عبد الصّمد بن المعدّل هذه التشبيهات، فقال يصف النّخل فى أرجوزة أوّلها:
حدائق ملتفّة الجنان ... رست بشاطى ترع ريّان
تمتار «٣» بالأعجاز للأذقان ... لا ترهب المحل من الأزمان
إن هى أبدت زينة المردان «٤» ... لا حت بكافور على إهان «٥»
يطلع منها كيد الإنسان ... إذا بدت ملمومة البنان
علّت بورس «٦» أو بزعفران ... حتّى اذا شبّه بالآذان