وقال أبو الوليد بن زيدون وقد أهدى تفّاحا:
أتتك بلون الحبيب الخجل ... تخالط لون المحبّ الوجل
ثمار تضمّن إدراكها ... هواء أحاط بها معتدل
تأتّى لتدريج تلطيفها ... فمن حرّ شمس إلى برد ظل
إلى أن تناهت شفاء العليل ... وأنس الخليل ولهو «١» الغزل
فلو يجمد الراح لم يعدها ... وان هى ذابت فراح يحل
قبولكها نعمة غضّة ... وفضل بما جئته متّصل
وقال أبو نواس- ومنه أخذ ابن زيدون-:
الخمر تفّاح جرى ذائبا ... كذلك التّفّاح خمر جمد
فاشرب على جامدها ذوبها ... ولا تدع لذّة يوم لغد
وقال ابن المعتزّ:
تفّاحة معضوضة ... كانت «٢» رسول القبل
كأنّ فيها وجنة ... تنقّبت بالخجل
تناولت كفّى بها ... ناحية من أملى
لست أرجّى غير ذا ... يا ليت هذا دام لى
وقال آخر:
فدّيت من حيّا بتفّاحة ... فى خلع التّوريد من وجنته
نسيمها يخبرنى أنّها ... تسترق الأنفاس من ريقته
لمّا حكت نوعين من حسنة ... قبّلتها شوقا إلى نكهته