للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نام النّدى فى عيونه سحرا ... فاعتاده فى منامه سهر

لم يغتمض والظلام حلّ به ... كأنّما فى جفونه قصر

تحيّر الطّلّ فى مدامعه ... فليس يرقا وليس ينحدر

كدمعة الصّبّ كاد يسكبها ... فردّها فى جفونه الحذر

وقال ابن المعتزّ:

وعجنا الى الرّوض الذى طلّه النّدى ... وللصّبح فى ثوب الظّلام حريق

كأنّ عيون النرجس الغضّ بينه ... مداهن درّ حشوهنّ عقيق

اذا بلّهنّ القطر خلت دموعها ... بكاء جفون كحلهنّ خلوق

وقال ابن الرومىّ يفضّله على الورد:

خجلت خدود الورد من تفضيله ... خجلا تورّدها عليه شاهد

لم يخجل الورد المورّد لونه ... إلا وناحله. الفضيلة عاند

للنرجس الفضل المبين وإن أبى ... آب وحاد عن الطريقة حائد

فصل القضيّة أنّ هذا قائد ... زهر الرّبيع وأنّ هذا طارد

شتّان بين اثنين هذا موعد ... بتسلّب الدنيا وهذا واعد

واذا احتفظت به فأمتع صاحب ... بحياته لو أنّ حيّا خالد

يحكى مصابيح السماء وتارة ... يحكى مصابيح الوجوه تراصد

ينهى النديم عن القبيح بلحظه ... وعلى المدامة والسّماع يساعد

إن كنت تطلب فى الملاح سميّه ... يوما فإنك لا محالة واجد

والورد إن فتّشت فرد فى اسمه ... ما فى الملاح له سمّى واحد

هذى النجوم هى التى ربّينها ... بحيا السحاب كما يربّى الوالد

فانظر الى الولدين من أوفاهما ... شبها بوالده فذاك الماجد