حيّتك عنّا شمال طاف طائفها ... فى جنّة قد حوت روحا وريحانا
هبّت سحيرا فناجى الغصن صاحبه ... سرّا بها وتداعى الطير إعلانا
ورق تغنّى على خضر مهدّلة ... تسمو بها وتشمّ «١» الأرض أحيانا
تخال طائرها نشوان من طرب ... والغصن من هزّه عطفيه نشوانا
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة:
سقيا لها من بطاح أنس ... ودوح حسن بها مطلّ
فما ترى غير وجه شمس ... أطلّ فيه عذار ظلّ
وقال أيضا من أبيات:
والرّوض محنىّ المعاطف خلته ... نشوان تعطفه الصّبا فيميل
ريّان فضّضه النّدى ثم انجلى ... عنه فذهّب صفحتيه أصيل
وقال الأخيطل الأهوازىّ [منشدا] :
الروض ينشر رفرفا «٢» وحريرا ... ومطارفا من سندس وحبيرا
حلّ الربيع نقاب كلّ خميلة ... فأراك من صور النبات سفورا
غيد القوام اذا النسيم أمالها ... ألقين عند صدورهنّ نحورا
ينحلّ عنهنّ النّدى فتخال ما ... ينحلّ عنها لؤلؤا منثورا
كسل النعيم يدبّ فى حركاتها ... فيريك فى أعطافهنّ فتورا
وقال أبو عبادة البحترىّ:
هذى الرياض بدا لطرفك نورها ... فأرتك أحسن من رباط السّندس