والعنّاب والزيتون والأنواع الّتى داخلها من جوهر الخشب فيه دهانة «١» ، وما فى خارجها خشب أبيض لا دهانة فيه، وربّما كان فيه كمثل الطرائق والشامات فى الشجرة فيقطع، ويقشر البياض منه، ويدفن فى التراب، فيقيم سنين حتى يأكل التّراب ما عليه وما فى داخله من الخشب، ويبقى العود، ولا يعمل التراب فيه. وإلى نحو هذا القول ذهب محمد بن العبّاس. وقال محمد بن العبّاس أيضا: وأخبرنى جماعة من أهل (الأبلّة «٢» ) أنّ العود المعروف بالهندىّ يكون فى أودية بين جبال شواهق متوعّرة، لا وصول لأحد اليها لصعوبة المسلك، وأنّ العود يكون فى غياض بتلك الأودية، فيتكسّر بعض ذلك الشجر على طول الأيّام، وتتعفّن منه أصول بعض الشجر من الأمطار والسّيول، فيأكل التراب والماء والهواء ما فيه من الخشب، ويبقى صميم العود وخالصه وجوهره، فإذا كثرت الأمطار وجرت السّيول أخرجته من تلك الأودية إلى البحر، فتقذفه الأمواج إلى الساحل فيجمعه الناس ويلتقطونه وينقلونه الى الجهات. وقد حكى بعض من تردّد إلى بلاد الهند من التّجار قال: لم أرشجر العود، ولا رأيت من رآه؛ قيل له:
وكيف لم تره وقد تردّدت الى بلاد الهند، ومنها يجلب؟ قال: لأنّ التجّار الذين يجلبونه إلى «٣» الهند اذا قدموا بمراكبهم إلى الموانى بالهند يقفون بالمراسى بحيث يرى