للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يزرّ عليها الجوّ جيب غمامه ... ويلبسها عقدا بأنجمه الشّهب.

إذا ما سرى برق، بدت من خلاله ... كما لاحت العذراء من خلل الحجب.

سموت لها بالرأى: يشرق فى الدّجى ... ويقطع فى الجلّى، ويصدع فى الهضب.

فأبرزتها مهتوكة الجيب بالقنا ... وغادرتها ملصوقة الخدّ بالتّرب!

وقالا أيضا فى قلعة:

وقلعة عانق العيّوق سافلها، ... وجار منطقة الجوزا أعاليها.

لا تعرف القطر، إذ كان الغمام لها ... أرضا توطّأ قطريه مواشيها.

إذا الغمامة لاحت، خاض ساكنها ... حياضها قبل أن تهمى عزاليها.

يعدّ من أنجم الأفلاك مرقبها، ... لو أنّه كان يجرى فى مجاريها.

على ذرى شامخ وعر: قد امتلأت ... كبرا به، وهو مملوء بها تيها.

له عقاب: عقاب الجوّ حائمة ... من دونها، فهى تخفى فى خوافيها.

وقال أبو بكر الخوارزمىّ:

وبكر تحامتها البعول مخافة، ... فقد تركت من كثرة المهر أيّما.

ممنّعة لم يغلط الدّهر باسمها، ... ولم يرها فى النّوم إلا توهّما.

تزلّ عقاب الجوّ عن شرفاتها، ... وتبغى إليها الرّيح مرقى وسلّما!

ويسمع فى الأفلاك صيحة ديكها، ... فتحسب ديك العرش صاح ترنّما.

عجوز، ترى فى صحّة الجسم كاعبا؛ ... ولو أرّخت، كانت من الدّهر أقدما!

توارى أساسا بالتّخوم مؤزّرا، ... وتبرز رأسا بالنّجوم معمّما.

تنازعها الأرض السّماء وتدّعى ... لديها بها حقّا لها متهضّما.

وتحسبها زهر الكواكب كوكبا ... هوى خلف شيطان رجيم، فخيّما!