قال الثعلبىّ فى تفسيره: ولمّا قتل يوشع الملوك واستباح الأموال جمع الغنائم فلم تنزل النار، فأوحى الله تعالى إلى يوشع أنّ فيها غلولا «١» ، فمرهم فليبا يعوك فبايعوه، فالتصقت يد رجل منهم بيده، فقال: هلمّ ما عندك!. فأتاه برأس ثور من ذهب مكلّل بالياقوت والجوهر كان قد غلّه، فجعله فى القربان وجعل الرجل معه، فجاءت النار فأكلت الرجل والقربان.
قالوا: ثم مات يوشع فدفن فى جبل أفرائيم «٢» ، وكان عمره مائة وستّا «٣» وعشرين سنة، وتدبيره أمر بنى إسرائيل بعد وفاة موسى- عليه السلام- تسعا وعشرين سنة. وقال الكسائىّ: أربعين سنة. والله تعالى أعلم.
ولما مات استخلف على بنى إسرائيل كالب «٤» بن يوقنّا، وهو من أولاد يهوذا بن يعقوب، وكان من الزّهاد، فسار فيهم أجمل سيرة حتى قبضه الله تعالى.
فاستخلف عليهم ابنه برشاناس «٥» وكان نظير يوسف الصدّيق- عليه السلام- فى حسنه وجماله، فافتتن الناس به، فسأل الله تعالى أن يغيّر خلقته، فأصابه