حبّ الخير عن ذكر ربّى حتى توارت بالحجاب» إنه لها عن الصلاة حتى فاتته.
قال قتادة والسّدىّ: الخير: الخيل. وروى عن علىّ- رضى الله عنه- أنه سئل عن الصلاة الوسطى فقال: هى العصر، وهى التى فتن بها سليمان. «حتّى توارت بالحجاب» ، يعنى الشمس حتى تغيب فى مغيبها. وقوله:«ردّوها علىّ» أى الخيل التى عرضت علىّ فشغلتنى عن الصلاة. «فطفق مسحا بالسوق والأعناق» ، أى جعل يمسح فيها السّوق وهو جمع ساق. قال بعضهم: عقرها وضرب أعناقها؛ قاله قتادة والحسن والسّدّىّ. وقال ابن عباس- رضى الله عنهما-:
جعل يمسح أعرافها وعراقيبها بيده حبّا لها. وقيل: كشف عن عراقيبها وضرب أعناقها وقال: لا تشغلينى عن عبادة ربّى مرّة أخرى. قال أبو إسحاق:
يجوز أن يكون الله أباح له ذلك لأنه لا يجعل التوبة من الذنب بذنب أعظم منه.
والله أعلم.
وقال الثعلبىّ- رحمه الله- فى قصّة الخيل قال الكلبىّ: غزا سليمان أهل نصيبين، فأصاب منهم ألف فرس. وقال مقاتل: ورث سليمان من أبيه داود ألف فرس، كان داود أصابها من العمالقة.
قالوا: فصلّى سليمان الصلاة الأولى وقعد على كرسيّه، فعرض عليه منها تسعمائة «١» فرس؛ فتنبّه لصلاة العصر، فإذا الشمس قد غابت وفاتته الصلاة ولم يعلم بذلك؛ فاغتمّ وقال: ردّوها علىّ، فردّت عليه، فعرقبها بالسيف، وقرّبها إلى الله- عز وجل- وبقى منها مائة فرس. فما فى أيدى الناس من الخيل العراب فهى من نسل تلك المائة. وقال كعب: كانت الأفراس أربعة عشر فرسا، فأمر بضرب أعناقها وسوقها بالسيف وقتلها؛ فسلبه الله ملكه أربعة عشر يوما؛ لأنه ظلم