وقال ابن الرومىّ:
يا بياض المشيب سوّدت وجهى، ... عند بيض الوجوه سود القرون!
فلعمرى، لأخفينّك جهدى ... عن عيانى وعن عيان العيون!
ولعمرى، لأمنعنّك أن تض ... حك في رأس آسف محزون!
بخضاب فيه ابيضاض لوجهى ... وسواد لوجهك الملعون!
وقال آخر:
نهى الشيب الغوانى عن وصالى ... وأوقع بين أحبابى وبينى.
فلست بتارك تدبير ذقنى ... إلى أن ينقضى أمدى لحينى.
أدبّر لحيتى ما دمت حيّا ... وأعتقها ولكن بعد عينى.
قالوا: فلان لم يشب، ... وأرى المشيب عليه أبطا.
فأجبتهم: لولا حدي ... ث الصّبغ لانكشف المغطّى.
ومما قيل في ذم الخضاب: قال محمود الورّاق، رحمه الله:
يا خاضب الشيب الّذى ... فى كلّ ثالثة يعود.
إن النّصول إذا بدا ... فكأنه شيب جديد.
وله بديهة روعة ... مكروهها أبدا عتيد.
فدع المشيب لما أرا ... د فلن يعود لما تريد.
تستّر بالخضاب، وأىّ شىء. ... أدلّ على المشيب من الخضاب؟
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute