آذن لك، قال نعم. فاستوثق منه وأخبره بخبره. ثم قال له لوقا: أخبرنى أىّ مال الملك أحبّ اليه وأعجب عنده؟ قال: ما شىء من ماله أحبّ اليه وأعجب عنده من برذون حتى إنه يركبه من سريره. ثم أقام مدّة، فقدّم البرذون إلى الملك ليركبه على عادته، فلما صار الى جانب السرير خرّ ميّتا، فشقّ ذلك على الملك وآلمه وقال:
وددت لو فديته بمال عظيم، وحزن جلساء الملك وخواصّه لحزنه. قال: وجاء الرجل الى لوقا وقد حزن لحزن الملك، فسأله عن سبب حزنه فذكر له قصّة البرذون، فقال له: ارجع الى الملك وقل له: إنى أحييه له إن أطاعنى فيما أقول. فرجع الى الملك وأخبره بذلك، وقال: إنّ هذا الرجل لمّا عبر الى منزلى نفرت منه الشياطين ولم تطعم من طعامنا، وكانت تأكل معنا قبل ذلك وتشرب كما علمت، وقد قال:
إن أطاعنى الملك أحييت له برذونه. فقال الملك: إنّ نفسى لتطيب بكل شىء أحيى به هذا البرذون، فعلىّ بالرجل، فأحضره إلى الملك. فلمّا دخل الدار لم يبق بها شيطان إلا خرج. ثم جلس لوقا إلى جانب الملك، فقال له: بلغنى أنك تحيى الموتى، فأحى لى برذونى هذا. فقال له: إن أطعتنى فيما أقول لك أحى برذونك.
قال الملك: مرنى بما شئت. قال: ادع ابنك وامرأتك، وكان ابنه ولىّ عهده وامرأته منه بمكان، فدعاهما، فأخذ لوقا بقائمة من قوائم البرذون، وكلّ من الملك وابنه وامرأته بقائمة، ثم قال الحوارىّ بالفارسية:«اللهمّ ربّ السموات والأرض، خالق السموات والأرض وما فيهما لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، أحى هذا العضو الذى فى يدى» فتحرّك ذلك العضو. ثم قال للملك: قل كما قلت، فقال الملك مثل قوله. فتحرّك العضو الذى فى يده. ثم قال لابنه: قل كما أقول، فقال فتحرّك العضو الثالث، ثم قال لامرأته: قولى كما قلت، فدعت بدعائه، فتحرّك العضو الذى فى يدها. ثم قال لهم: قولوا جميعا كما أقول، فقالوا كلهم: «اللهم