فيلقيهم فى البحر ثم تنسف الجبال وتمدّ الأرض مدّ الأديم فعهد إلىّ متى كان ذلك كانت الساعة من الناس كالحامل لا يدرى أهلها متى تفجأهم بولادتها» .
قال العوّام بن حوشب وهو من رواة هذا الحديث: ووجد تصديق ذلك فى كتاب الله تعالى: حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ «١»
. وفى الحديث الآخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«يفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون كما قال الله تعالى: وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ
فيعمّون الأرض وينحاز منهم المسلمون حتى تصير بقيّة المسلمين فى مدائنهم وحصونهم ويضمّون إليهم مواشيهم، حتى إنهم ليمرّون بالنهر فيشربونه حتى ما يذكرون فيه شيئا، فيمرّ آخرهم على أثرهم فيقول قائلهم لقد كان بهذا المكان مرّة ماء، ويظهرون على الأرض، فيقول قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم ولننازلن أهل السماء، حتى إنّ أحدهم ليهزّ حربته إلى السماء فترجع مخضّبة بالدم، فيقولون قد قتلنا أهل السماء. فبينما هم كذلك إذ بعث الله دوابّ كنغف الجراد فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا، فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حسّا، فيقولون من رجل يشرى نفسه وينظر ما فعلوا، فينزل منهم رجل قد وطنّ نفسه على أن يقتلوه فيجدهم موتى، فيناديهم ألا أبشروا فقد هلك عدوّكم، فيخرج الناس ويخلون سبيل مواشيهم فما يكون لهم رعى إلّا لحومهم فتشكر عليها كأحسن ما شكرت من نبات أصابته قطّ» . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«سيوقد المسلمون من قسىّ يأجوج ومأجوج ونشّابهم وأترستهم سبع سنين» .