انظروا الى عبدى هذا فإنّى أبعثه الآن، ثم يزعم أنّ له ربّا غيرى، فيبعثه الله ويقول له الخبيث من ربّك؟ فيقول ربّى الله وأنت عدوّ الله أنت الدجّال، والله ما كنت بعد أشدّ بصيرة بك منّى اليوم» . قال أبو الحسن الطّنافسىّ فحدثنا المحاربىّ حدّثنا عبيد الله ابن الوليد الوصّافىّ عن عطيّة عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ذلك الرجل أرفع أمّتى درجة فى الجنة» . قال قال أبو سعيد: والله ما كنّا نرى ذلك الرجل إلّا عمر بن الخطاب حتى مضى لسبيله. قال المحاربىّ ثم رجعنا الى حديث أبى رافع قال:«وإنّ من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت.
وإنّ من فتنته أن يمرّ بالحىّ فيكذّبونه فلا تبقى لهم سائمة إلّا هلكت. وإن من فتنته أن يمرّ بالحىّ فيصدّقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمدّه خواصر وأدرّه ضروعا. وإنه لا يبقى شىء من الأرض إلّا وطئه وظهر عليه إلّا مكة والمدينة لا يأتيهما من نقب «١» من نقابهما إلّا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة «٢» حتى ينزل عند الظّريب «٣» الأحمر عند منقطع السّبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلّا خرج إليه، فتنفى الخبث منها كما ينفى الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص. فقالت أمّ شريك بنت «٤» أبى العكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟
قال هم يومئذ قليل وجلّهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح. فبينما إمامهم قد تقدّم يصلّى بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم عليه السلام الصبح، فرجع ذلك