وملك بعد كوش بمدينة المانكير وهى الحوزة الكبرى ملك يسمّى البلهرا. قال المسعودىّ: وأرض الهند أرض متّسعة فى البرّ والبحر والجبال، وملكهم يتّصل بملك الزّنج وهى دار مملكة المهراج. وهذه المملكة فرز بين مملكة الهند والصين.
قال: ومن عادة الهند أنها لا تملّك الملك حتى يبلغ عمره أربعين سنة، ولا تكاد ملوكهم تظهر لعوامّهم إلّا فى كل برهة معلومة من الزمان. ويكون ظهور الملك للنظر فى أمور الرعيّة. وقال أيضا: رأيت فى بلاد سرنديب»
، وهى جزيرة من جزائر البحر اذا مات ملكهم صيّروه على عجلة صغيرة البكر، وشعره ينجّر على الأرض، وامرأة بيدها مكنسة تحثو التراب على رأسه وتنادى: أيها الناس، هذا ملككم بالأمس قد ملككم وجاز فيكم أمره قد صار الى ما ترون من ترك الدنيا، وقبض روحه ملك الملوك الحىّ القديم الذى لا يموت، فلا تغترّوا بالحياة بعده، وكلام هذا معناه من الترهيب والتزهيد فى هذا العالم. ويطاف به فى جميع شوارع المدينة وهو كذلك؛ ثم يفصل بأربع قطع وقد هيّئ له الصندل والكافور وسائر أنواع الطّيب ويحرق بالنار ويذرّى رماده فى الرياح. قال: وكذلك فعل أكثر أهل الهند بملوكهم وخواصّهم لغرض يذكرونه. قال: والملك مقصور فى أهل بيت لا ينتقل منهم الى غيرهم. وكذلك بيوت الوزراء والقضاة وسائر أرباب المراتب، تتوارث مناصبهم ولا تغيّر ولا تبدّل. وعندهم أنّ ملكهم متى شرب الشراب فقد استحق الخلع.