للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال المسعودىّ: ولم تزل أمور الصين مستقيمة فى العدل على حسب ما جرى به الأمر فيما سلف من ملوكهم الى سنة أربع وستين ومائتين؛ فإنه حدث فى ملك الصين أمر زال به النظام وانتقض به حكم شرائعهم ومنع من الجهاد. وكان سبب ذلك أنّ خارجيّا خرج ببلد من مدن الصين وهو من غير بيت الملك، يقال له ياسر، شرّير.

وكان فى ابتداء أمره يطلب الفتوّة، ويجتمع اليه أهل الدعارة والشرّ، فلحق الملوك وأرباب التدبير غفلة عنه لخمول ذكره، وأنه ممن لا يبالى به؛ فاشتدّ أمره، ونما ذكره، وكثر عتوّه، وقويت شوكته، وقطع أهل الشرّ المسافات نحوه. فسار من موضعه وشنّ الغارات، ولم يزل كذلك حتى نزل مدينة خانقو «١» ، وهى المدينة العظيمة.

قال: وهى على نهر عظيم أكبر من دجلة أو نحوه، تدخله السفن التى ترد من بلاد البصرة وسيراف «٢» وعمان «٣» ومدن الهند وجزائر الزابج «٤» . وبين هذه المدينة وبحر الصين مسيرة