الإسلام. فاستعان بهم الملك فأقاموا عنده على شروط، منها: أن يقيموا شعار الإسلام، وأن تكون الوزارة فيهم، وإنه اذا كانت الحرب بينه وبين المسلمين لا يحضرونها ويحاربون معه سائر الكفار. وبالمدينة قضاة سبعة: اثنان من المسلمين، واثنان للخزر يحكمان «١» بحكم التوراة، واثنان من النصارى يحكمان بالإنجيل، وواحد من الصقالبة والروس والجاهلية يحكم بالقضايا العقلية. واذا ورد ما لا علم لهم به من النوازل الكبار اجتمعوا الى قضاة المسلمين فتحاكموا اليهم وانقادوا لما توجبه الشريعة الإسلامية. وليس فى الملوك من عنده جند مرتزقة غير ملك الخزر.
قال: وفى دار مملكة الخزر رجل يكون اسمه خاقان لا يركب ولا يظهر للخاصّة ولا للعامّة، ولا يستقيم ملك الخزر لملكهم إلّا أن يكون عنده خاقان معه فى قصره. فإذا أجدبت أرض الخزر أو نابت بلادهم نائبة أو حرب، جاءت الخاصّة والعامّة الى ملك الخزر وقالوا له: قد تطيّرنا بخاقان وبأيامه وتشاء منا به، فاقتله أو سلّمه إلينا نقتله، من غير أن يكون قد عمل ما يوجب ذلك؛ فتارة يقتله، وتارة يسلّمه اليهم فيقتلونه، وتارة يمانع عنه ويرقّ له. واذا قتل خاقان أقاموا غيره.
قال: وللخزر زوارق يركبون فيها من نهر فوق المدينة يصبّ الى نهر يقال له برطاس، عليه أمم من الترك حاضرة داخلة فى جملة ملوك الخزر، وعمائرهم متّصلة بين مملكة الخزر والبلغر، يرد هذا النهر من نحو بلاد البلغر. ومن بلاد برطاس تحمل جلود الثعالب السّود التى يعرف وبرها بالبرطاسىّ. قال المسعودىّ:
ويبلغ ثمن الجلد منها مائة دينار. وتلبسها الملوك وهو عندهم أغلى من السمّور «٢» والفنك «٣» ، والحمر دونها فى الثمن.