للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاضّطرب فيه، ثم أومأت إليه أو صفّرت فوقع فى جام المسك فتمرّغ فيه، ثم أومأت فطار حتى نزل على تاج جبلة، فلم يزل يرفرف حتى نفض ما عليه فى رأسه، فضحك جبلة سرورا به، ثم التفت الى الجوارى اللواتى عن يمينه وقال لهنّ: بالله أضحكننا، فاندفعن يغنّين بخفق عيدانهنّ ويقلن:

لله درّ عصابة نادمتهم ... يوما بجلّق «١» فى الزّمان الأوّل

يسقون من ورد البريص «٢» عليهم ... بردى «٣» يصفّق بالرّحيق السّلسّل

يغشون حتى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السّواد المقبل

بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شمّ الأنوف من الطّراز الأوّل

أولاد جفنة عند قبر أبيهم ... قبر ابن مارية «٤» الكريم المفضل

قال: فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: أتدرى من يقول هذا؟ قلت لا؛ قال: حسان بن ثابت، ثم أشار الى الجوارى اللواتى عن يساره فقال لهنّ: بالله أبكيننا، فاندفعن يغنّين بخفق عيدانهنّ ويقلن:

لمن الدار أقفرت بمعان «٥» ... بين أعلى اليرموك «٦» فالخمّان «٧»

ذاك مغنى لآل جفنة فى الدهر ... وحقّ تعاقب الأزمان