ومثله قول الآخر (وقد تقدّم إيراده) :
ولمّا استدارت أعين الناس حوله ... تلاحظه كيف استقلّ وسارا،
تمثّلت الأهداب في ماء وجهه ... فظنّوا خيال الشّعر فيه عذارا.
وقال الحاجرىّ:
وما اخضرّ ذاك الخدّ نبتا، وإنما ... لكثرة ما شقّت عليه المرائر.
وقال آخر:
يا لائمى في حبّ ذى عارض، ... ما البلد المخصب كالماحل!
يموج ماء الحسن في وجهه ... فيقذف العنبر في الساحل.
ولمّا بدا خطّ العذار بوجهه ... كظلمة ليل في ضياء نهار،
تغلغل في قلبى هواه فلم أزل ... خليع عذار في جديد عذار.
قالوا: التحى، فامتحت بالشّعر بهجته! ... فقلت: لولا الدّجى لم يحسن القمر.
من كان منتظرا للصبر عنه به، ... فإنّنى لغرامى كنت أنتظر.
خطّت يد الحسن منه فوق وجنته: ... هذى محاسن، يا أهل الهوى، أخر!
وقلت: الشّعر يسلينى هواه! ... ولم اعلم بأنّ الشّعر حينى.
فظلت لشقوتى أفدى وأحمى ... سواد عذاره بسواد عينى.
وقال محمد بن عبد الله السلامى، شاعر اليتيمة:
عذارك جادت عليه الرّيا ... ض بأجفانها وبآماقها.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute