للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن إسحاق: «فخرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمىّ بغزالى الكعبة «١» وبحجر الركن، فدفنها فى زمزم؛ وانطلق هو ومن معه من جرهم إلى اليمن. فحزنوا على ما فارقوا من أمر مكة وملكها حزنا شديدا؛ فقال عمرو بن [الحارث «٢» ] بن مضاض فى ذلك، وليس بمضاض الأكبر» . والله المعين:

[وقائلة والدّمع سكب مبادر ... وقد شرقت بالدّمع منها المحاجر «٣» ]

كأن لم يكن بين الحجون «٤» إلى الصّفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر

[فقلت لها والقلب منّى كأنّما ... يلجلجه بين الجناحين طائر «٥» ]

بلى! نحن كنّا أهلها فأزالنا ... صروف الليالى والجدود العواثر

وكنا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بذاك البيت والخير ظاهر

ونحن ولينا البيت من بعد نابت ... بعزّ فما يحظى لدينا المكاثر

ملكنا فعزّزنا فأعظم. بملكنا ... فليس لحىّ غيرنا ثمّ فاخر

ألم تنكحوا من خير شخص «٦» علمته ... فأبناؤه منّا ونحن الأصاهر

فإن تنثن الدنيا علينا بحالها ... فإن لها حالا وفيها التشاجر

فأخرجنا منها المليك بقدرة ... كذلك يا للنّاس تجرى المقادر

أقول إذا نام الحلىّ ولم أنم: ... أذا العرش لا يبعد سهيل وعامر

وبدّلت منها أوجها لا أحبّها ... قبائل منها حمير ويحابر «٧»

وصرنا أحاديثا وكنّا بغبطة ... بذلك عضّتنا السّنون الغوابر