للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكى الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبى فى كتاب «الأعلام» له عن ابن عباس رضى «١» الله عنهما أنه قال: وكان من دلائل حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم أن كلّ دابّة كانت لقريش نطقت تلك الليلة وقالت: حمل بمحمد وربّ الكعبة، وهو إمام الدنيا وسراج أهلها؛ ولم تبق كاهنة فى قريش ولا فى قبيلة من قبائل العرب إلا حجبت عن صاحبها؛ وانتزع علم الكهنة منهم ولم يبق سرير لملك من ملوك الدّنيا إلا أصبح منكوسا.

قال: وقال كعب الأخبار: وأصبحت يومئذ أصنام الدنيا كلّها منكوسة مضغوطة فيها شياطينها، وأصبح عرش إبليس عدوّ الله منكوسا.

قال: وقال ابن عباس رضى الله عنهما: وأصبح كلّ ملك أخرس «٢» لا ينطق يومه ذلك، وفرّت وحوش «٣» المشرق إلى وحوش «٤» المغرب بالبشارات، وكذلك أهل البحار [صار «٥» ] يبشّر بعضهم بعضا، وله فى كلّ شهر من شهوره «٦» نداء فى الأرض، ونداء فى السماء: أن أبشروا، فقد آن لأبى القاسم أن يخرج «٧» إلى الأرض ميمونا مباركا.

والله الموفّق الفعّال.