قال الواقدى: إنهن كنّ عشرا، قالت: فى سنة شهباء «١» لم تبق شيئا «٢» ، فخرجت على أتان.
لى قمراء «٣» معنا شارف «٤» لنا، والله ما تبصّ «٥» بقطرة، وما تنام لنا ليلتنا أجمع مع صبيّنا الذى معى «٦» من بكائه من الجوع، ما فى ثديىّ ما يغنيه، وما فى شارفنا ما يغذّيه، ولكنا نرجو «٧» الغيث والفرج، فخرجت على أتانى تلك، فلقد أذمّت «٨» بالرّكب حتى شقّ ذلك عليهم ضعفا وعجفا «٩» حتى قدمنا مكة، فما منّا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم، وذلك أنا كنا «١٠» نرجو المعروف من أبى الصّبىّ؛ فكنا نقول: يتيم، ما عسى أن تصنع أمّه وجدّه؟ فما بقيت امرأة قدمت معى إلا أخذت رضيعا غيرى، فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبى: والله إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم آخذ رضيعا، والله لأذهبنّ «١١» إلى ذلك اليتيم فلآخذنّه؛ قال: لا عليك أن تفعلى، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة. قالت «١٢» : فذهبت إليه فأخذته، وما حملنى على أخذه إلا أنى لم أجد غيره؛ فلما أخذته رجعت به إلى رحلى، فلما وضعته فى حجرى، أقبل عليه ثدياى بما شاء الله من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه