للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال محمد بن سعد فى كتابه المترجم بالطّبقات عن الواقدىّ: كان عمره يوم شقّ بطنه أربع سنين، وإن حليمة أتت به أمّه آمنة بنت وهب وأخبرتها خبره وقالت: إنا لا نردّه إلّا على جدع أنفنا؛ ثم رجعت به أيضا، فكان عندها سنة أو نحوها، لا تدعه يذهب مكانا بعيدا، ثم رأت غمامة تظلّه، إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، فأفزعها ذلك من أمره، فقدمت به إلى أمّه لتردّه وهو ابن خمس سنين، فأضلّها «١» فى الناس، فالتمسته فلم تجده، فأتت عبد المطّلب فأخبرته، فالتمسه فلم يجده، فقام عند الكعبة فقال:

لا همّ ردّ راكبى محمّدا ... اردده ربّى واصطنع عندى يدا

أنت الذى جعلته لى عضدا ... لا يبعد الدهر به فيبعدا

أنت الذى سمّيته محمّدا

قال ابن اسحاق «٢» : يزعمون أنه وجده ورقة بن نوفل بن أسد ورجل آخر من قريش، فأتيا به عبد المطّلب، فقالا: هذا ابنك وجدناه بأعلى مكّة، فأخذه عبد المطلب فجعله على عنقه وهو يطوف بالكعبة يعوّذه ويدعو له، ثم أرسل به إلى أمّه آمنة.

وعن خالد بن معدان الكلاعىّ «٣» : أنّ نفرا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله! أخبرنا عن نفسك، قال: نعم. أنا دعوة أبى إبراهيم، وبشرى عيسى «٤» ورأت أمى حين حملت بى أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام، واسترضعت فى بنى سعد بن بكر، فبينما أنا مع أخ لى خلف بيوتنا نرعى بهما لنا، إذ أتانى رجلان